ما هي تكلفة الإدارة السيئة لبيانات الأصول: القيمة الحقيقية المُتكشفة

يمكن للمؤسسات أن تعزز فوائد مبادرات جودة بياناتها من خلال فهم آثار البيانات غير الدقيقة وتطبيق التدابير المناسبة. وبما أن البيانات أصبحت مكونًا أساسيًا في عملية اتخاذ القرار الحديثة، فإن جودة البيانات ضرورية لضمان أن أصحاب المصلحة في الأعمال يتوصلون إلى الاستنتاجات الصحيحة. وقد تؤدي البيانات غير الدقيقة إلى خسائر مالية كبيرة.

تشير شركة الأبحاث الأمريكية "غارتنر" إلى أن الشركات تخسر حوالي 12.9 مليون دولار سنويًا بسبب ضعف جودة البيانات. كما تكبدت شركة "Unity Software" خسائر في المبيعات بلغت 110 ملايين دولار وانخفضت قيمتها السوقية إلى 4.2 مليار دولار في عام 2022 نتيجة "الآثار المترتبة على استهلاك بيانات خاطئة من عميل رئيسي"، وفق ما ذكرته الشركة. كذلك أصدرت شركة "إيكويفاكس" لتقارير الائتمان تقييمات ائتمانية خاطئة لملايين العملاء بسبب بيانات غير دقيقة. ومؤخرًا، تسببت مشكلة بيانات في اضطراب شديد في حركة الطيران بالمملكة المتحدة وأيرلندا، مما كلف شركات الطيران خسائر تقدر بـ 126.5 مليون دولار نتيجة إلغاء أكثر من 2000 رحلة وترك مئات الآلاف من الركاب عالقين.

ما هي البيانات السيئة؟

تواجه منظمات الأعمال المختلفة مشكلات تتعلق بالبيانات السيئة خلال عملياتها، مما يسبب أضرارًا مالية وعدم كفاءة تشغيلية. وتشمل هذه المشكلات بيانات غير مكتملة أو غير متسقة، وأخطاء بشرية، وأعطال في المعدات، بالإضافة إلى معلومات قديمة. وتؤدي هذه البيانات إلى قرارات استراتيجية ضعيفة وتقويض مصداقية المؤسسة وسمعتها. وتنفق الشركات موارد مالية كبيرة لحل هذه المشكلات، حيث تتراوح التكاليف السنوية عادة بين 12.9 و15 مليون دولار.

ما هي تكلفة الإدارة السيئة لبيانات الأصول؟

تضعف البيانات الرديئة قدرة الشركات على إدارة الأصول بكفاءة واتخاذ قرارات سليمة، مما يؤدي إلى عواقب مالية وتشغيلية وسمعة سيئة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

1. التكلفة المالية
   تسبب معالجة البيانات الخاطئة مشاكل مالية كبيرة. وتُقدَّر الخسائر السنوية للشركات بسبب ضعف جودة البيانات ما بين 12.9 و15 مليون دولار. على سبيل المثال، الصناديق التي تدير أصولًا بقيمة 100 مليون دولار قد تخسر حوالي 1.435 مليون دولار (1.44% من أصولها). أما الصناديق المتوسطة التي تدير مليار دولار فتخسر حوالي 8.8 مليون دولار (0.88%)، في حين أن الصناديق الكبرى التي تدير 10 مليارات دولار قد تخسر 52.3 مليون دولار (0.52%). وتشمل التكاليف المباشرة الغرامات التنظيمية ورسوم إصلاح البيانات والموارد المهدورة على تصحيح الأخطاء.

2. عدم الكفاءة التشغيلية
   تؤدي البيانات السيئة إلى ضعف الكفاءة التشغيلية من خلال زيادة عبء العمل وتأخير العمليات. كما تؤدي ملفات العملاء غير الدقيقة والبيانات القديمة إلى سوء إدارة الأصول، مما يزيد الأعباء على الموظفين ويطيل زمن إنجاز العمليات.

3. مخاطر الامتثال
   تواجه إدارة الأصول تحديات كبيرة في الامتثال، خصوصًا مع القوانين الصارمة مثل GDPR وقوانين SEC. تؤدي البيانات غير الدقيقة أو الناقصة إلى مشكلات امتثال وغرامات بمليارات الدولارات. لذلك، يُعد الالتزام بإدارة البيانات بشكل صحيح أمرًا ضروريًا لتجنب هذه التكاليف.

4. الفرص الضائعة
   قد تؤدي البيانات غير الدقيقة إلى فقدان فرص استثمارية. الأخطاء في تقييم المخاطر وتحليل السوق تؤدي إلى تقديرات غير صحيحة لقيم الأصول والاستثمارات المستقبلية، مما يضعف الميزة التنافسية للشركات ويؤدي إلى نتائج مالية سلبية.

آثار البيانات السيئة

تشمل التأثيرات الرئيسية للبيانات غير الدقيقة على المؤسسات ما يلي:

1. الخسائر المالية: تقديرات خاطئة، حملات تسويقية فاشلة، وهدر للموارد تكلف الشركات مليارات الدولارات سنويًا.

2. ضعف اتخاذ القرار: يؤدي إلى استراتيجيات خاطئة وتخصيص موارد غير فعال.

3. انخفاض الكفاءة التشغيلية: إضاعة الوقت في التحقق من الأخطاء وإصلاحها، مما يقلل الإنتاجية.

4. ضياع الفرص: الفشل في تحديد الاتجاهات أو العملاء المحتملين يؤدي إلى إعاقة النمو.

5. تضرر السمعة: البيانات الخاطئة عن العملاء تفقد المؤسسة ثقة عملائها وتضعف ولاءهم.

6. مخاطر الامتثال: قد يؤدي إلى خرق القوانين المتعلقة بالخصوصية وغرامات قانونية ضخمة.

الحلول والتدريب

لمعالجة هذه التحديات، يقدم معهد دبي بريميير للتدريب دورات متخصصة في علم البيانات والتصور البصري، حيث يكتسب المتدربون مهارات في تحليل البيانات والتعلم الآلي واستخدام أدوات مثل Python وR وTableau لتحويل البيانات الخام إلى رؤى عملية.

الخاتمة

تؤثر البيانات السيئة سلبًا على مختلف الجوانب التشغيلية داخل المؤسسات. ولتجنب هذه المخاطر، يجب تطبيق ممارسات إدارة بيانات موثوقة مثل التنظيف الدوري والتحقق من الصحة وأطر الحوكمة. إن المؤسسات التي تضمن جودة بيانات عالية تحقق أداءً أفضل وتشكل قرارات أكثر دقة وتحافظ على مكانتها الريادية في بيئة الأعمال المعتمدة على البيانات.